
يعتبر الجهاد في سبيل الله من أهمّ القيم والمبادئ الّتي أحياها السّيد حسين بدرالدين الحوثي في الأمّة في هذا العصر, وقدّمه للأمة من خلال القرآن الكريم برؤية ومنهجيّة صحيحة, وثابتة, وسليمة لا شكّ فيها ولا ارتياب, سار في ذلك على ما سار عليه وانتهجه أنبياء الله العظام, والأئمة الهداة من آبائه الكرام, ولقد قدّم منهجاً قرآنيّاً في الجهاد والشّهادة في سبيل الله لا يوجد له مثيل في الدّنيا قاطبة, وقدّم الجهاد بمفهومه ومنظومته الشّاملة في الحياة روحيّاً, ونفسيّاً, ومعنويّاً, وتربويّاً, وثقافيّاً, وإعلاميّاً, وسياسيّاً, واقتصاديّاً, وأمنيّاً, وعسكريّاً مع مراعاة التراتبيّة والأولويّة بدءاً من جهاد الكلمة إلى جهاد السّيف في كلّ الميادين, ومع كلّ الفئات من منافقين, وعملاء, وكفّار, ومشركين, ويهود, ونصارى, وعاش السّيد "رضوان الله عليه" في حياته مجاهداً قولاً وعملاً حتّى لقيَ الله شهيداً محقّاً, وأصبح لهذه الدّعوة مئات الآلف من الأنصار رجالاً, ونساءً, وصغاراً, وكباراً من المجاهدين الأخيار, والشّهداء الأبرار, ولقد اشتملت الدّروس والمحاضرات على الرّؤية والمنهجيّة القرآنيّة الجهاديّة الشّاملة الّتي الأمّة في كلّ أقطار الدنيا أحوج ما تكون إليها, في مواجهة أحداث هذا العصر والزّمان.
المفهوم الشّامل للجهاد
مفهوم الجهاد في القرآن الكريم هو واسع وشامل بسعة وتعدّد مجالات الصّراع, فيشمل الكلمة, والقلم, والموقف, والسّلاح, وإلى آخره, ويعتبر الجهاد بالكلمة هو من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر, وسلاحاً فعّالاً في ميدان المواجهة والصّراع مع الأعداء, وواجباً دينيّاً لا يكتمل الإيمان إلاّ به, ويعتبر السّيد أنّ للقلم دوراً مهماً جدّاً في استنهاض الأمّة, ومواجهة الأعداء, يقول السّيد: (القلم يعتبر جهادا إذا كان هو يصدر خطوطا تؤدي إلى القتال فهو جهاد, أما إذا كان يصدر سطورا تجمد الأمة, وتخدع الأمة فيعتبر ماذا؟ يعتبر منافيا للجهاد، يعتبر حربا على كل ما تعنيه كلمة جهاد) سورة آل عمران الدرس الثاني.
والكلمة الجهاديّة لا بدّ أن تكون كلمة قويّة ترتقي بالنّاس إلى درجة القتال في سبيل الله، وتحيي في نفوس الأمّة الرّوح الجهاديّة, والقتاليّة, يقول السّيد: (الكلمة نفسها إذا لم تأخذ بالبال أن تكون كلمة تحرك في مشاعر الأمة أن تصل بنفسها إلى درجة القتال لأعداء الله فهي كلمة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) سورة آل عمران الدرس الثاني.
اقراء المزيد